السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
السفنية
وسط إحتفالات ملكية حاشدة إستقبلت شواطي دبي السفينة البريطانية التاريخية الملكية " كوين إليزابيث2" مساء أمس, حيث رست بميناء راشد قادمة من ميناء ساوث هامبتون في المملكة المتحدة بعد رحلة بحرية دامت خمسة عشر يوما, بعد أن آلت ملكيتها الى دبي العالمية بعد شرائها من شركة كونارد بمبلغ مائة مليون دولار.
إستقبال ملكي
وقد إُستقبلت السفينة العملاقة التي ستتحول إلي فندق عائم ومتحف ثقافي تابع لنخلة جميرا, إستقبالاً ملكياً يليق بتاريخ ملكة البحار, حيث كان في إستقبالها, عدد من المسؤولين وكبار رجال الأعمال والإعلاميين يتقدمهم سعادة سلطان بن سليم رئيس دبي العالمية مالكة السفينة الجديدة وسعادة إدوارد إنتوني أوكدن السفير البريطاني لدى الدولة في مقدمة مستقبلي السفينة كوين اليزابيث الثانية في عرض البحر, وإحتفلاً بها فقد حلقت فوقها طائرة الإيرباص "ايه 380 " العملاقة التابعة لطيران الامارات يرافقها طائرات مروحية حتى وصلوها الى رصيف الميناء على ضفاف الخليج العربي.
ولدي وصولها أُطلقت الألعاب النارية مرحبة بالسفينة فيما كانت فرقة موسيقى شرطة دبي تعزف الألحان والمقطوعات الموسيقية بعد عزفها السلام الوطني لدولة الامارات, بالإضافة للوصلات الغنائية الراقصة التي تعكس تراث وفولكلور الإمارات.
وكانت قد إشترت شركة إستثمار التابعة لمجموعة دبي العالمية التابعة بدورها لامارة دبي في نوفمبر 2007 السفينة "كوين اليزابيث 2" بخمسين مليون جنيه استرليني (حوالى 77 مليون دولار حاليا), وباشرت نخيل بناء هذا مقر السفينة منذ سبتمبر الماضي، وهو عبارة عن مارينا فاخرة ستؤسس لمركز حضاري وسياحي جاذب عند نخلة جميرا, ويمكن أن تبقى السفينة في ميناء راشد لمدة تتراوح بين سنتين وثلاث سنوات قبل ان ترسو نهائيا عند جذع جزيرة النخلة.
نقطة جذب سياحي
استقبال السفينة كوين إليزابيث
ومن المقرر أن تمثل "كيو إي 2" النقطة الرئيسية لرصيف بحري ملكي يمتد على مساحة 300 متر إنطلاقاً من جذع نخلة جميرا عبر مياه الخليج العربي، يبدأ ببوابة واسعة تقود إلى ممر يؤدي بإتجاه القسم السكني والفندقي الذي يحتوي على شقق فاخرة، وناد خاص، ومطاعم ومركز رعاية، وحدائق، ونادي يخوت فاخر لخدمة المارينا الملحقة بالرصيف البحري.
وتهدف الخطة الرامية إلي تحويل السفينة إلي فندق عائم فائق الفخامة أن تحتوي على متنزهات عامة، ومحلات تجزئة، ومقاه، ومطاعم، ومتحف للتراث يعرض مقتنيات فريدة تحكي تاريخ الملاحة البحرية.
ومن جانبه قال مانفريد اورسبرانجر المسؤول التنفيذي بشركة نخيل العقارية إن السفينة ستكون مصدر جذب للسياح,
مؤكداً: "ستكون كوين إليزابيث 2 مركزاً ثقافياً ،وسننشئ منطقة تكون السفينة مصدر الجذب الرئيسي فيها وسيكون هناك متحف بحري ومركز عرض فني وأماكن للسكنى ومسرح, لذا فأنها ستكون تجربة ثقافية ثرية للزوار لسنوات عديدة مقبلة."
ومن جانبه كان قد أكد سلطان أحمد بن سليم، رئيس دبي العالمية، أن "السفينة كوين اليزابيث هي واحدة من عجائب عالم البحار, ويسعدني أن نتمكن من توفير مقرّ لها في واحدة من أحدث عجائب الدنيا، ألا وهي مشروع جزيرة النخلة جميرا".
"كوين إليزابيث2" تودع بريطانيا
وكانت قد أُقيمت مراسم توديع السفينة "كيو اي 2" في بريطانيا بحضور دوق ادنبرة الامير فيليب، عند مغادرة السفينة مدينة ساوث هامبتون، كما أقلعت عدد من الطائرات التي حامت فوق مؤخرة السفينة على إرتفاع 500 لتقديم التحية لها, وقام جمع غفير من الاشخاص بالسفر من شتى ارجاء بريطانيا الى ساوث هامبتون ليودعوا هذه السفينة العزيزة على قلوب البريطانيين، والتي ابحرت في رحلتها الأخيرة إلى مياه دبي الدافئة.
وقبل أن تشرع "كيو إي 2" في رحلتها الأخيرة من بريطانيا كانت محور إحتفالات بذكرى انتهاء الحرب العالمية الاولى قبل 90 عاما, وكان الأمير فيليب زوج الملكة إليزابيث الثانية ملكة بريطانيا على متن السفينة أثناء مراسم إحياء الذكرى.
أشهر وأهم سفن العالم
السفنية «كيو إي 2» كانت قد أطلقتها ملكة بريطانيا اليزابيث الثانية والتي تحمل اسمها عام 1967، ودخلت في الخدمة بعد سنتين، وهي السفينة التي خدمت أكبر عدد من السنين تحت راية كونارد التي تأسست قبل 168 عاما, وهي أيضاً إحدى أشهر وأهم السفن في العالم، حملت على متنها اكثر من 2.5 مليون راكب، من ضمنهم الملوك والملكات والرؤساء ورؤساء الوزراء ورواد الفضاء وعدد من المشاهير العالميين، وقد نجت السفينة من موجة بإرتفاع 95 قدماً خلال اعصار "لويس"، ونقلت 3000 جندي خلال حرب جزر الفوكلاند، وأنقذت 500 مسافر من حطام سفينةٍ مشتعلة، وحطمت السفينة عدداً من الارقام القياسية لسرعتها وقوة ثباتها، كما ظهرت في عددٍ من الافلام والعروض التلفزيونية، وهي تجتذب دائما الحشود الكبيرة في كل رصيفٍ ترسو فيه.
وكان قد تم بناء ملكة البحار في اسكتلندا بالمملكة المتحدة عام 1965 بتكلفة بلغت 69 مليون جنيه استرليني وتم تدشينها رسميا من قبل جلالة الملكة اليزابيث الثانية ملكة المملكة المتحدة والكومنولث في الثاني والعشرين من ابريل عام 1969 حيث انطلقت في أول رحلة بحرية رسمية الى اسبانيا, وبإمكان السفينة والتي يبلغ طولها 394 متراً أن تحمل على متنها قرابة ألفي راكب الى جانب ألف واربعين بحارا يعملون على ظهرها, وسافرت السفينة منذ اطلاقها 5,5 مليون ميل بحري اي ما يوازي المسافة ذهابا وايابا بين الارض والقمر 13 مرة.